 
															اسباب مرض الصرع عند الاطفال وأنواعه: كيف نسيطر على النوبات ونضمن حياة طبيعية؟
- October 29, 2025
محتوي المقالة
المقدمة
يعد الصرع من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا بين الأطفال، ويتميز بحدوث نوبات متكررة نتيجة نشاط كهربائي غير طبيعي في خلايا الدماغ. وتعتبر اسباب مرض الصرع عند الاطفال متعددة، إذ قد تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو مكتسبة تؤثر على نمو الدماغ ووظائفه. فهم الأسباب بدقة يساعد الأطباء في تحديد نوع العلاج الأنسب للطفل وتحسين جودة حياته.
ما هو مرض الصرع عند الاطفال؟
الصرع هو اضطراب عصبي مزمن يصيب الدماغ ويؤدي إلى نوبات كهربائية مفاجئة وغير طبيعية تؤثر على الوعي، والحركة، والسلوك. قد تستمر النوبة من ثوانٍ معدودة إلى بضع دقائق، وتختلف في شدتها من طفل لآخر حسب نوع الصرع عند الأطفال وموضع النشاط الكهربائي في الدماغ. تجدر الإشارة إلى أن الصرع لا يعني بالضرورة إعاقة ذهنية أو بطء تعلّم، فكثير من الأطفال المصابين يعيشون حياة طبيعية مع العلاج والمتابعة المنتظمة.
اسباب مرض الصرع عند الاطفال
تتعدد العوامل التي تُشكل اسباب مرض الصرع عند الاطفال، وقد تختلف بشكل كبير من طفل لآخر بناءً على التاريخ الطبي، التطور العصبي، والعوامل البيئية المحيطة. فيما يلي أهم اسباب مرض الصرع عند الاطفال مفصلة ومرتبة:
1. العوامل الوراثية والجينية
تعتبر الجينات أحد أبرز اسباب مرض الصرع عند الاطفال، حيث يمكن أن يرث الطفل استعدادًا عصبيًا يزيد من حساسية خلايا الدماغ للنشاط الكهربائي غير الطبيعي. بعض الطفرات الجينية المحددة تُؤثر في تنظيم الإشارات العصبية، مما يؤدي إلى حدوث نوبات متكررة في مراحل عمرية مبكرة.
2. تشوهات الدماغ الخلقية
تعد التشوهات في بنية الدماغ أو في الاتصالات العصبية. فوجود خلل في الفصوص الدماغية أو الأوعية الدموية المغذية للدماغ يخلق بؤرًا كهربائية غير مستقرة تسبب ظهور النوبات. يمكن اكتشاف هذه التشوهات عبر الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي.
3. نقص الأكسجين أثناء الولادة
يعد نقص الأكسجين عند الولادة أحد أبرز الاسباب، خاصة عند الولادة المعقدة أو التأخر في خروج الجنين. هذا النقص يؤدي إلى تلف خلايا دماغية حساسة، ما يجعل الطفل أكثر عرضة للنوبات الصرعية لاحقًا.
4. إصابات الرأس بعد الولادة
تدخل الإصابات الناتجة عن الحوادث أو السقوط ضمن قائمة اسباب مرض الصرع عند الاطفال. فالإصابات القوية التي تؤثر على الدماغ قد تخلق مناطق غير مستقرة كهربائيًا تؤدي إلى نوبات متكررة، خاصة إذا تأخر التدخل الطبي بعد الحادث.
5. العدوى الدماغية
الالتهابات مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ الفيروسي. هذه الالتهابات تؤثر على خلايا الدماغ وتخلق نشاطًا كهربائيًا غير طبيعي، وقد تؤدي إلى نوبات مستمرة في السنوات التالية.
6. السكتات الدماغية المبكرة والنزيف الدماغي
رغم ندرتها، إلا أن السكتة الدماغية أو النزيف الدماغي في مرحلة الطفولة المبكرة تدخل ضمن اسباب مرض الصرع عند الاطفال. هذه الحالات تسبب تلفًا دائمًا في الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى ظهور نوبات متكررة لاحقًا.
7. اضطرابات التمثيل الغذائي
يعد الخلل في بعض الإنزيمات أو اضطرابات الكبد والكلى من اسباب مرض الصرع عند الاطفال. تراكم المواد السامة في الجسم يؤثر على نشاط الدماغ ويؤدي إلى توليد نبضات كهربائية غير طبيعية، مسببة النوبات.
8. نقص المعادن والفيتامينات
من الاسباب أيضًا نقص المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم أو اضطرابات مستويات السكر في الدم. هذه الاختلالات تؤثر بشكل مباشر على قدرة الدماغ على تنظيم نشاطه الكهربائي، ما يزيد من احتمالية حدوث النوبات.
9. الصرع مجهول السبب
في بعض الحالات، لا يمكن تحديد سبب واضح للنوبات، وتُصنف الحالة ضمن اسباب مرض الصرع عند الاطفال غير المحددة. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن تفاعل العوامل الوراثية مع المؤثرات البيئية يلعب دورًا أساسيًا في ظهور الصرع.
10. الاضطرابات العصبية المصاحبة
بعض الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو أو مشاكل في الإدراك الحسي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالصرع، إذ تعتبر هذه الاضطرابات جزءًا من اسباب مرض الصرع عند الاطفال التي تتعلق بوظائف الدماغ العصبية العامة.
11. الرضوض والإجهاد المبكر للدماغ
تعد الصدمات المتكررة والإجهاد الدماغي في مراحل الطفولة المبكرة من العوامل التي تدخل ضمن اسباب مرض الصرع عند الاطفال. هذه الحالات قد تؤدي إلى خلل في التنظيم الكهربائي للدماغ حتى لو لم تُسبب إصابة مباشرة.
بالتالي، فإن اسباب مرض الصرع عند الاطفال هي مزيج معقد من العوامل الوراثية، التشوهات الخلقية، نقص الأكسجين، الإصابات، العدوى، اضطرابات التمثيل الغذائي، ونقص العناصر الأساسية. ففهم هذه الأسباب بدقة يمكّن الأطباء من تصميم خطة علاجية شاملة تشمل الأدوية، التدخلات السلوكية، والدعم الأسري لضمان أفضل نتائج ممكنة للطفل.
انواع الصرع عند الاطفال
تختلف انواع الصرع عند الاطفال بحسب مكان بدء النشاط الكهربائي في الدماغ ومدة النوبات وأعراضها. ومن أبرز الأنواع:
1. الصرع الجزئي (البؤري)
يبدأ في جزء محدد من الدماغ، وقد يسبب رعشة أو حركات لا إرادية في جانب واحد من الجسم، مع بقاء الوعي سليمًا أو تشتته جزئيًا.
2. الصرع العام
يشمل النشاط الكهربائي الدماغ بالكامل، ويؤدي إلى فقدان مؤقت للوعي وسقوط الطفل أحيانًا أو تصلب عضلي مفاجئ.
أنواعه تشمل: النوبات التشنجية، نوبات الغياب، والنوبات الارتجاجية.
3. الصرع الغيابي
غالبًا ما يصيب الأطفال في سن المدرسة، ويتميز بتوقف الطفل المفاجئ عن الحركة والنظر في الفراغ لبضع ثوانٍ، ثم يعود لوضعه الطبيعي دون تذكّر لما حدث.
4. الصرع الطفولي الحميد
يظهر غالبًا في سن مبكرة، وتكون نوباته خفيفة وتختفي تلقائيًا مع التقدم في العمر.
تحديد انواع الصرع عند الاطفال يساعد في اختيار العلاج المناسب لكل حالة.
 تصفح خدمة العلاج الطبيعي لـ الامراض العصبية لدى الأطفال في مركز مراحل العلاج
كيف يتم تشخيص اسباب مرض الصرع عند الاطفال؟
يعتمد الطبيب في تشخيص اسباب الصرع عند الاطفال على عدة خطوات دقيقة تشمل:
- أخذ التاريخ المرضي الكامل من الأهل لوصف شكل النوبات وتكرارها.
- إجراء تخطيط كهربائي للدماغ (EEG) لقياس النشاط الكهربائي وتحديد نوع الصرع.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد أي تلف أو تشوه في الدماغ.
- تحاليل الدم للكشف عن الأسباب الأيضية أو الالتهابات.
- التشخيص السليم يساعد على علاج عند الاطفال بشكل مناسب.
علاج الصرع عند الاطفال
يعتبر العلاج المبكر حجر الأساس في السيطرة على النوبات وتحسين حياة الطفل. ويشمل علاج الصرع عند الأطفال عدة خيارات بحسب اسباب مرض الصرع عند الاطفال وانواع الصرع عند الاطفال:
1. العلاج الدوائي
علاج الصرع عند الاطفال من خلال الأدوية هو الخيار الأول لمعظم الحالات، حيث تُستخدم أدوية مضادة للصرع لتنظيم النشاط الكهربائي في الدماغ.
يحدد الطبيب نوع الدواء والجرعة المناسبة بناءً على عدة أمور، منها: اسباب مرض الصرع عند الاطفال، عمر الطفل نوع النوبات، واستجابته للعلاج.
2. العلاج الغذائي
يمكن أن يساهم التدخل الغذائي على علاج الصرع عند الاطفال من خلال الاعتماد على الحمية الكيتونية، وهي حمية غذائية غنية بالدهون وقليلة الكربوهيدرات تستخدم في بعض الحالات المقاومة للأدوية، وتعمل على تقليل النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ.
3. الجراحة
قد يلجأ إليها في حالات نادرة عندما يتم تحديد منطقة صغيرة في الدماغ هي مصدر النوبات ولا تتأثر بالعلاج الدوائي.
4. التحفيز العصبي
باستخدام أجهزة تزرع تحت الجلد لتحفيز العصب المبهم، مما يساعد على تقليل عدد وشدة النوبات.
5. الدعم النفسي والتأهيلي
من الضروري دعم الطفل نفسيًا وتعليميًا لضمان تكيفه الاجتماعي والدراسي، خاصة في المراحل الأولى بعد التشخيص.
هل يمكن الوقاية من اسباب مرض الصرع عند الاطفال؟
في بعض الحالات يمكن الوقاية من بعض اسباب مرض الصرع عند الاطفال المُكتسبة مثل العدوى أو إصابات الرأس، عبر:
- متابعة الحمل والولادة لتجنب نقص الأكسجين.
- التطعيم ضد الالتهابات الدماغية.
- استخدام خوذة حماية للأطفال أثناء ركوب الدراجات أو ممارسة الرياضة.
- الالتزام بالمتابعة الطبية عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
هل يجب مراجعة الطبيب بمجرد ملاحظة أي سبب من اسباب مرض الصرع عن الاطفال؟
ينصح بالتوجه فورًا للطبيب لعلاج الصرع عند الاطفال إذا لاحظت على الطفل:
- نوبات فقدان وعي أو تشنج متكررة.
- حركات لا إرادية متكررة في الوجه أو الأطراف.
- فترات شرود ذهني أو توقف مفاجئ أثناء الكلام أو اللعب.
- نوبات سقوط دون سبب واضح.
كل تأخير في التشخيص قد يؤدي إلى تفاقم الحالة أو صعوبة السيطرة عليها لاحقًا. يجب على الأهل معرفة أن الطفل قد يكون بحالة صحية جيدة منذ ولادته، ويُصاب بالصرع نتيجة اسباب مرض الصرع عند الاطفال المُكتسبة.
نظرة مستقبلية حول اسباب مرض الصرع عند الاطفال
إن فهم اسباب مرض الصرع عند الاطفال لا يقتصر على تحديد ما حدث في الماضي، بل يُعد مفتاحًا لرسم مستقبل أفضل للطفل. فكلما تم التعرف على السبب بدقة — سواء كان وراثيًا، أو ناتجًا عن إصابة أو اضطراب في النمو العصبي — أمكن للطبيب تصميم خطة علاجية مخصصة تقلل من تكرار النوبات وتُحسن جودة الحياة.
ومع التقدم في أبحاث الأعصاب وتقنيات التشخيص الحديثة، أصبح الأمل أكبر في السيطرة على الصرع ومساعدة الأطفال على النمو بثقة واستقلالية. إن الوعي المبكر والتعامل الإيجابي من الأسرة يشكلان الخطوة الأولى نحو مستقبل أكثر استقرارًا وصحة.
أسئلة شائعة حول مرض الصرع عند الاطفال
هل يمكن شفاء الصرع عند الأطفال نهائيًا؟
في أغلب الحالات لا يُشفى الصرع تمامًا، لكنه يمكن السيطرة عليه بالأدوية والمتابعة المنتظمة. هناك أنواع من الصرع التي تحدث في سن الطفولة تختفي مع التقدم في العمر، مثل الصرع الطفولي الحميد أو الصرع الغيابي، بينما تحتاج أنواع أخرى إلى علاج طويل الأمد.
هل يؤثر الصرع على الذكاء أو التحصيل الدراسي للطفل؟
ليس بالضرورة. معظم الأطفال المصابين بالصرع يمتلكون معدل ذكاء طبيعي، ويمكنهم الدراسة والنجاح مثل غيرهم، بشرط التحكم في النوبات وتوفير بيئة تعليمية داعمة.
هل تختلف اسباب مرض الصرع عند الاطفال من حالة لأخرى؟
نعم، تختلف اسباب مرض الصرع عند الاطفال باختلاف كل حالة، فقد تكون وراثية لدى بعض الأطفال أو ناتجة عن إصابات دماغية أو التهابات عند آخرين، لذلك يعتمد التشخيص والعلاج على تحديد السبب بدقة لكل طفل.
هل يمكن أن تسبب أدوية الصرع آثارًا جانبية خطيرة؟
قد تظهر بعض الآثار الجانبية مثل النعاس أو تغير المزاج أو اضطراب الشهية، لكنها عادة تكون مؤقتة وتزول مع ضبط الجرعة. الطبيب هو المسؤول عن تغيير جرعة الدواء لتقليل أي أعراض مزعجة.
هل يمكن الوقاية من بعض اسباب مرض الصرع عند الاطفال؟
في بعض الحالات نعم، إذ يمكن الوقاية من بعض اسباب مرض الصرع عند الاطفال المكتسبة مثل العدوى أو إصابات الرأس، من خلال التطعيمات، والرعاية الطبية أثناء الحمل والولادة، ومتابعة الطفل عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
هل يمكن أن يمارس الطفل المصاب بالصرع الرياضة؟
نعم، يمكنه ممارسة الرياضة الخفيفة والمتوسطة مثل السباحة (تحت إشراف الأهل أو المدرب) أو كرة القدم بشرط إشراف الطبيب وتجنب الأنشطة الخطرة كالتسلق.
ما الذي يجب على الأهل فعله أثناء نوبة الصرع؟
ينصح بوضع الطفل على جانبه، وإبعاد أي أجسام صلبة من حوله، وعدم محاولة فتح فمه أو إدخال أي شيء إليه. بعد انتهاء النوبة، يُفضل عرضه على الطبيب لتقييم حالته.
هل يمكن أن يرث الطفل الصرع من أحد والديه؟
نعم، في بعض الحالات يكون للصرع أساس وراثي، خاصة إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب مصابًا به، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الطفل سيصاب به، بل تزيد فقط احتمالية الإصابة.
هل يسمح للطفل بتلقي اللقاحات إذا كان مصابًا بالصرع؟
نعم، يمكن للأطفال المصابين بالصرع تلقي جميع اللقاحات الروتينية بأمان، ولا توجد علاقة مثبتة بين التطعيمات والإصابة بالصرع.
متى تعتبر نوبة الصرع خطيرة وتحتاج تدخلًا عاجلًا؟
إذا استمرت النوبة لأكثر من 5 دقائق، أو تكررت دون أن يستعيد الطفل وعيه بينها، أو صاحبها ازرقاق في الوجه أو صعوبة في التنفس. يجب حينئذٍ طلب الطوارئ فورًا لأنها حالة طبية طارئة.
الخاتمة
فهم اسباب مرض الصرع عند الاطفال يُعد خطوة أساسية نحو التشخيص المبكر ووضع خطة علاجية دقيقة تساهم في السيطرة على النوبات وتقليل خطر المضاعفات. عندما يكون الأهل على دراية بالعوامل المحتملة التي قد تؤدي إلى الصرع، يصبح من الممكن مراقبة الطفل بشكل أفضل والتدخل فورًا عند ظهور أي أعراض، مما يعزز فرص النجاح العلاجي.
العلاج المبكر لا يقتصر فقط على السيطرة على النوبات، بل يشمل أيضًا دعم نمو الطفل البدني والعقلي والاجتماعي، وتحسين مهاراته التعليمية والتواصلية. فالتدخل المبكر يساهم في الحد من تأثير الصرع على جودة حياة الطفل اليومية، ويساعده على التكيف مع محيطه بثقة واستقلالية أكبر.
