مركز مراحل العلاج

تأخر النطق عند الأطفال: أسباب وحلول علاجية لضمان تطور لغوي سليم

تأخر النطق عند الأطفال: أسباب وحلول علاجية لضمان تطور لغوي سليم

٢٢ محرم - ١٤٤٦

محتوي المقالة

المقدمة

يُعتبر تأخر النطق والكلام عند الأطفال من أكثر المشكلات التي تشغل الأهل وتثير قلقهم. حيث يعد تطور الطفل اللغوي أحد المؤشرات الأساسية على نموه السليم، وفي حال تأخره يمكن أن يكون هناك عدة أسباب تتطلب البحث والتشخيص المبكر. ولهذا فإننا في هذا المقال، سنتناول معكم أبرز أسباب تأخر النطق عند الأطفال وطرق علاجه لضمان تطور لغوي سليم.

أولًا: ما هو تأخر النطق والكلام عند الأطفال؟

تأخر النطق والكلام يعني تأخر قدرة الطفل في التعبير بالكلمات والجمل عن نفسه ومن حوله مقارنة بأقرانه في نفس المرحلة العمرية، حيث أنه في العادة قد يبدأ الطفل في قول كلماته الأولى بين عمر 12 و18 شهرًا، ليبدأ في تكوين جمل بسيطة عند بلوغه السنتين، ولكن إذا تأخر الطفل في هذه المهارات أو كان يعاني من صعوبة في التواصل، فإنه قد يُشخَّص بتأخر النطق والكلام.

ثانيًا: ما هي أسباب تأخر النطق عند الأطفال؟

هناك مجموعة كبيرة من أسباب تأخر النطق عند الأطفال، منها ما هو عضوي ومنها ما هو مكتسب من البيئة ومن أبرز تلك الأسباب.

  1. المشاكل السمعية: يمكن أن يكون ضعف السمع هو أحد أبرز الأسباب الرئيسية لتأخر الكلام، حيث يجد الطفل صعوبة في التعرف على الأصوات والتفاعل معها.
  2. التأخر النمائي الشامل: بعض الأطفال قد يعانون من اضطرابات نمائية شاملة مثل التوحد، مما يؤثر على قدرتهم على التواصل اللفظي.
  3. العوامل المؤثرة والمكتسبة: العزلة الاجتماعية، أو قلة التفاعل مع الأهل، أو الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية بشكل مفرط يمكن أن تكون من أسباب تأخر الكلام عند الأطفال وطرق علاج تأخر النطق عند الاطفال  في تلك الحالة تشمل تعزيز التفاعل الاجتماعي وطبعًا التقليل من التعرض للمؤثر.
  4. العوامل الجينية: وفي بعض الأحيان قد تكون هناك أسباب وراثية أخرى تجعل الطفل أكثر عرضة لتأخر النطق.

ثالثًا: كيف يتم تشخيص تأخر النطق والكلام عند الأطفال؟

تشخيص تأخر النطق عند الأطفال يتطلب مراقبة دقيقة لنمو الطفل اللغوي من قِبل الأهل ومراجعة اختصاصيين إذا تمت ملاحظة أي تأخير. 

وبعد ذلك يتم التشخيص فيجب أن يتم إجراء فحص السمع، بالإضافة إلى تقييم مستوى الفهم والتواصل لدى الطفل، ومراجعة تاريخه الطبي والنمائي وقد يُطلب من الوالدين تسجيل ملاحظات حول تطور لغة الطفل اليومية لمساعدة الطبيب أو الأخصائي على القيام بالتشخيص.

رابعًا: كيف يتم علاج تأخر النطق عند الأطفال؟

يتمحور علاج تأخر الكلام عند الأطفال حول عدة استراتيجيات بناءً على سبب التأخر ففي حالة وجود مشكلة سمعية، فإنه بمجرد علاجها بالأجهزة السمعية أو الجراحة حسب الحاجة

فإن مسبب المشكلة يكون قد زال تلقائيًا وبالتالي يبدأ الطفل في التحسن.

أما إذا كان التأخر ناتجًا عن اضطراب نمائي، فقد يتطلب الأمر تدخلاً من نوع آخر مثل العلاج بالنطق والعلاج الوظيفي. 

وبالإضافة إلى ذلك فإن الأهل أيضًا يمكن أن يلعبوا دورًا فعالًا في علاج تأخر النطق عند الأطفال من خلال القراءة اليومية للطفل، والتحدث معه بشكل مستمر، وتحفيزه على التعبير عن نفسه باستخدام الكلمات والجمل.

خامسًا: هل توجد استراتيجيات وتقنيات إضافية لدعم النطق وعلاج تأخر النطق عند الأطفال؟

هناك العديد من التقنيات والأساليب التي يمكن للأهل استخدامها لدعم أطفالهم وعلاج تاخر الكلام عند الاطفال. تشمل هذه الاستراتيجيات:

  1. التحفيز المستمر: من خلال تشجيع الطفل على استخدام الكلمات بدلاً من الإشارات للحصول على ما يريد.
  2. التفاعل اليومي: من خلال الأنشطة اليومية كالقراءة، الغناء، والحديث مع الطفل يوميًا يمكن أن يعزز تطور اللغة.
  3. العلاج النطقي: وذلك يتم من خلال الاستعانة بأخصائيي النطق واللغة إذا استمر التأخر، حيث يقدمون جلسات علاجية مخصصة لدعم نمو الطفل اللغوي.
  4. الألعاب التعليمية: أيضًا فإن استخدام الألعاب والأنشطة التفاعلية التي تتطلب من الطفل التحدث والتعبير يمكن أن تسهم في تحسين مهارات النطق.

كيف يؤثر تأخر النطق لدى الأطفال على الطفل والأسرة؟

لا يؤثر تأخر النطق على الطفل فقط، بل يمتد تأثيره ليشمل الأسرة بأكملها حيث أن الأهل يمكن أن يشعروا بالقلق والإحباط، خاصةً إذا تأخر الطفل في التواصل مع الآخرين أو في التعبير عن احتياجاته أيضًا فعلى الصعيد الاجتماعي،فإن الطفل قد يعاني من صعوبة في التفاعل مع أقرانه.

مما قد يؤثر على ثقته بنفسه لذلك يعتبر دعم الطفل على تجاوز المشكلة وعلاج تأخر النطق عند الأطفال بطريقة إيجابية ومتواصلة من خلال التواصل الفعّال والتشجيع على التفاعل اللغوي أمرًا غاية في الأهمية.

الخلاصة

إن علاج تأخر النطق عند الأطفال تعتبر عملية مستمرة تتطلب الصبر والدعم من الأهل والمختصين ومن خلال التشخيص المبكر والتدخل الفوري، يمكن مساعدة الطفل على تجاوز هذا التأخير وتطوير مهارات لغوية سليمة تمكنه من التفاعل بفاعلية مع من حوله بإذن الله.

تواصلوا معنا الآن إذا كنتم ترغبون في مساعدة أبنائكم في التغلب على مشاكل النطق والتخاطب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *